قوانين تحقيق الثروة : قانون الوفرة The Law Of Abundance

قوانين تحقيق الثروة : قانون الوفرة The Law Of Abundance


تحدّثنا في مقال سابق عن قانون التوقع , ذلك القانون الذي يعتبر الابن الشرعي لقانون الجذب , و هو شيفرة من شيفرات الثراء العشرين التي يضعها الكون بين أيدينا بكلّ حبّ و سخاء.

فقوانين الثراء او كسب المال , هي قوانين كونيّة لا تبديل لها , و السرّ في فعاليتها يكمن في قدرة الافراد على تفهّمها واستغلالها لصالحهم لينعموا بحياة من الوفرة و الازدهار , و في المقابل , كلّ من يتجاهلها يكون قد اضاع عليه فرص الثراء و بالتالي سيعيش دائما تحت وطاة الحرمان و الاحتياج.

و في هذا المقال سوف نتناول قانونا رائعا آخر , و هو لا يقلّ اهمية عن بقية القوانين. و هو قانون "الوفرة"

و الوفرة تحمل الكثير من المقاصد فهي تعني : الهبات , الخيرات , الزيادة , الغزارة ,المِنَح و العطايا التي لاحدود لها .

فهذا الكون الذي يحيط بكلّ الموجودات مليء بأكثر مما نحتاجه بكثير.
وفي قانون الوفرة يأتيك الخير من حيث لا تحتسب , فلن تحتاج الى جذب او توقع او ايّ قانون اخر إذا اكتفيت حقا بهذا القانون و مارسته في حياتك على اكمل وجه .

فالوفرة هي حالة متجددة من النعم التي لاتنضب . و ينصّ قانون الوفرة على اننا نعيش في عالم وفير تتوفر فيه الكثير من الاموال لأيّ شخص يريدها . و في قانون الوفرة "إذا أردت اكثر فأعطِ اكثر وكل ماتقدمه سيعوضك عنه الكون بمثله او أكثر منه"

أنفق يأتيك المزيد .. أنفق مما لديك أياً كان ..هذا هو المفتاح !
و كما تقول الاية القرآنية "مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ"

و يمكن شرح قانون الوفرة بالمعنى الملموس في وقتنا الحاضر و ذلك من خلال ما تفعله البنوك ..
عندما بدأت البنوك عملها منذ مئات السنين ,زودت الناس بمكان آمن للحفاظ على عملاتهم الذهبية او سبائك الذهب خاصتهم و اعطائهم في المقابل سندات او ايصالات ورقية.

كان الشخص يذهب الى المصرف و يودع الذهب او اشياءه الثمينة و يحصل على ايصال ورقيّ. و كلما ارادوا استرجاع ممتلكاتهم يقدّمون ايصالاتهم و يستلمونها.
لكن سرعان ما أدركت البنوك أنّ قلّة من الناس فقط سيأتون لجمع ذهبهم. لذلك قررت هذه البنوك استخدام الذهب و استثماره في اعمال كبيرة او اقراضها لأصحاب المشاريع بدل بقاءه جامدا.

و طالما انّ جميع العملاء لن يأتوا للمطالبة بذهبهم في وقت واحد , فإنّ البنك سيكون لديه ما يكفي من الذهب لتقديمه لعملائه كلّما طلبوا ذلك .
اليوم , نحن نُطلق على هذا الحساب "الاحتياطيّ الجزئي" و نتيجة لذلك فإنّ البنوك الآن قادرة على اقراض مبالغ غير محدودة من المال ..!

و المال ليس موردا نادرا , فالنقص يكمن في عدم امتلاك المعرفة و المهارات الصحيحة المطلوبة للحصول على مبالغ كبيرة من المال , لذلك , كلّما تمكنت من تطوير رأس المال لديك , كلما زادت الاموال التي ستحصل عليها مقابل جهودك ..

و تقول لويز هاي

تعلّم أن تستقبل الوفرة بدلاً من مجرد (التبادل) .. لمّا صديق لك يهديك او يدعوك للخروج , لا يجب عليك ان تبادله نفس الشيء حالا ! اسمح للشخص ان يعطيك ، اقبلها ببجة ومتعة .. ربما لا تبادل نفس الشخص العطاء ، ربما تعطي لشخص آخر ! في الوفرة هناك سماح وقبول ومتعة ، لا يوجد تأنيب أو شعور بالذن

اسمح للوفرة أن تمر لك وتمر من خلالك لغيرك .. 

وفي المقابل توجد قناعات خاطئة تأصّلت بداخلنا على سبيل المثال : من أهداك لابد لك أن ترد له الهدية وبنفس القيمة . في الافراح و المناسبات, من يقدّم لك مبلغا من المال يجب ان تكتبها في دفتر و تردّه له في اقرب مناسبة يقيمها .
لا يجب ان نتعامل هكذا مع قانون الوفرة ولكن عش اللحظة و استمتع بالهدية او انفق المال المُقدّم لك دون التفكير في ميعاد ردّه لصاحبه .
و في المقابل فكّر في اسعاد غيرك بالعطايا و الهدايا دون ان تنتظر مقابلا مادّيا منه ..حينها فقط سوف يرسل اليك الكون الوفرة في أشكال مختلفة أكثر بكثير مما بذلت .

أمّا عن معيقات هذا القانون فهي كثيرة و يجب الحذر منها قدر الامكان , فالمال يأتي إليك من شعور الامتنان والرضا والاستسلام , لا من شعور الحرمان والحاجة , فكلّما تحررت من احساس التعلق والحاجة يتحرر عقلك الباطن من شعور الحرمان وينطلق للكون معلناً عن جذب واستقبال ما تريد..

الى جانب الشعور بالحرمان و الحاجة فإنّ الحسد والتطلع لما في يد الغير هما من اكثر الآفات التي تؤدّي الى تحقيق نتائج عكسية فبدل تحقيق الثراء ستجد نفسك غارقا في الخصاصة و الفقر ..

اياك والحسد .. اياك و النظر الى ما في يد غيرك , اياك و ارسال طاقة حرمان للكون ... بدل ذلك ارسل له شعورك بالامتنان مهما كان مقدار ما تملكه سيتضاعف و يتضاعف حتّى تشعر بسريان طاقة الوفرة في حياتك .
تقييم المقال

جاري التحميل
تعليق
comment url
المقال التالي