النساء مستثمرات أفضل من الرجال

النساء  مستثمرات أفضل من الرجال


كشفت دراسة أجرتها مؤسسة فيديليتي للاستثمار أن المرأة تحقق أعلى العائدات في استثماراتها وتوفر مالا أكثر من المستثمرين الرجال.

في الحقيقة تعتبر النساء مستثمرات أفضل من الرجال لكنهن لا يدركن ذلك بعد.

وجدت دراسة أجرتها مؤسسة فيديلتي أن المستثمرات النساء حققن أرباحا فاقت أرباح المستثمرين الرجال ب0.4 بالمائة. قد تبدو هذه النسبة ضئيلة للوهلة الأولى لكن يمكن أن يكون لها تأثير كبير مع الوقت حسب قول الدراسة.

ومع ذلك فإن 9 في المائة فقط من النساء توقعن أن يتفوقن على الرجال.

تقول ألكسندرا تاوسيغ نائبة رئيسة مستشارات النساء في شركة فيديليتي: "كان الأمر صادمًا". "تحتاج النساء إلى الاعتماد على حقيقة أنهن مستثمرات أفضل". كما تدعوهم إلى التخلص من الشك.

هناك العديد من الأسباب التي تجعل النساء أكثر تفوقا على الرجال. عموما يتميزن بأسلوب يعتمد على الإنصات وفسح المجال للآخرين في إدارة الأعمال وهن عادة أكثر حرصا من الرجال مما يجعل أموالهن أكثر مردودية بمرور الوقت.

كما أنهن أكثر حذراً: تشير الإحصائيات إلى أن الرجال يتاجرون بأسهمهم بنسبة 45 بالمائة أكثر من النساء. هذه الاختلافات موثقة بشكل جيد لدرجة أن هناك كتابًا بعنوان "Warren Buffett يستثمر كفتاة: ولماذا يجب عليك أن تستثمر كفتاة أيضا."

تقول تاوسيج أن المرأة ترى من تجربتها أن المال أداة يمكن استخدامها لتحقيق أهدافها، بينما يميل الرجال إلى النظر إلى الاستثمار على أنه لعبة يجب كسبها.

"لدى الرجال نظرة الأرقام القياسية. أما المرأة فهي تقيم النجاح بقولها: هل أنا على الطريق الصحيح لتحقيق أهدافي؟"

المرأة المستثمرة ليست على قدم المساواة مع المستثمر الرجل:


على الرغم من أن النساء هن مستثمرات ناجحات خبر عظيم، إلا أنه لا يزال أمامهن طريق طويل للوصول إلى المساواة مع الرجال من الناحية المالية حسب رأي توسينغ. وتشمل الخطوات المهمة لتحقيق المساواة تحطيم وصمة العار المتصلة بالنساء اللواتي يتحدثن عن المال وبناء الثقة عندما يتعلق الأمر بالقرارات المالية وتوفير الموارد التي تعالج مخاوف المرأة الخاصة بشأن المال.

تؤكد توسينغ أن "المال كان موضوعًا محظورًا بالنسبة للنساء فهن يشعرن براحة أكثر عند التحدث عن الصحة من التحدث عن المال". لكن "عندما نفتح مواضيع تخص المال ونبدأ بالحديث بطريقة إنسانية تسقط الأغلال وتبدأ الأسئلة فقط".

تمتلك فيديليتي موقعًا موجهًا بشكل خاص للمستثمرات، كما أنه يوجد منافذ مالية أخرى مثل إليفست في ازدياد. من الواضح أن الكثير من النساء يتعاملن مع الخدمات المالية وهو القطاع الذي يهيمن عليه الرجال عادة.

ولكن مثلما تحتاج النساء إلى تغيير وجهات نظرهن بشأن المال فإن الصناعة المالية تحتاج إلى تغيير كيفية تعاملها مع المستثمرات أيضاً.

تقول تاوسينغ: "لم تقم الخدمات المالية بعمل جيد لاحتضان النساء والترحيب بهن". وتضيف "تم إنشاء صناعة الخدمات المالية من قبل الرجال للرجال."

كما تنصح تاوسينغ النساء بضرورة التفكير في أنفسهن كمستثمرات. بالنسبة لها كل ما تطلبه الأمر هو بضعة آلاف من الدولارات أو أي خطة تقاعد أخرى لتشعر بأنك مستثمر ويجب أن تحتضن هذا الدور. بالإضافة إلى ذلك فهي تدعو للتخلص من الخرافة القائلة بأنك تحتاج إلى القيام بكل شيء بشكل صحيح من أجل الحصول على عائد جيد على استثماراتك.

تشير توسينغ في دراستها أن "المرأة تحاول أن تكون مثالية" على الرغم من أنها ليست في حاجة لذلك. بالنسبة لها "عليك فقط القيام بأشياء صحيحة أكثر من الأشياء الخاطئة على مدار حياتك."

لا تخجل توسينغ من مشاركة أخطائها المالية لتجنب الآخرين تكرارها. فهي تعترف بأنها أنفقت الكثير من المال على حفلة زفافها واقترضت مبلغا كبيرا من البنك وكان لها قدر كبير من ديون بطاقات الائتمان.

تدعو مؤسسة فيديليتي إلى تغيير واقع النساء مع المال. كشفت الأبحاث التي قامت بها المؤسسة أن 25 بالمائة فقط من النساء يعتبرن أنفسهن من صانعي القرار إلى جانب شركائهن عندما يتعلق الأمر بحياتهن الأسرية.

النساء تشعرن بالخوف من المال لانعدام شعورهن بالسلطة. هذا الخوف يمنعهن من أن يصبحن أكثر مشاركة في الحياة المالية. تقول تاوسينغ: "لدى النساء نصف الثقة وضعف الضغوط عندما يتعلق الأمر بالمال".

وتؤكد أنه يمكن تغيير هذا الواقع بتعليم النساء إتخاذ خطوات مالية صغيرة.

فبالنسبة لها "هذا هو المكان الذي تبدأ فيه ببناء ذاكرة عضلية وثيقة من أجل التغلب على هذا الافتقار للثقة في النفس والتوتر الديناميكي الذي نعاني منه الآن".
تقييم المقال

جاري التحميل
تعليق
comment url
المقال التالي